حوار صحفي مع دكتور أحمد عشماوي عن الحسد
صباح الانوار هذا نص مقالي عن الحسد ومدى تأثيره في تغيير القدر المنشور في جريدة
روزاليوسف أمس . حوار الصحفي الكبير الاستاذ عمر حسن. (من جانبه أكد الدكتور أحمد
عشماوي، أستاذ علم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، أن الحسد يغير القدر ويُبدل
مصير الإنسان فى صحف الملائكة، قائلا: «هناك أقدار تتغير بتغير الإرادة والمشيئة،
فكل يوم هو فى شأن». وتابع عشماوى خلال حديثه لـ»روزاليوسف»: «هناك أقدار مربوطة
بالأسباب وكل إنسان يساعد فى تقرير مصيره بأفعاله، لدرجة أن الإنسان قد يطول عمره
بفضل صدقة أو دعاء، فالله يمنح للإنسان فرصة من خلال أعماله لتقرير مصيره». واستطرد
أستاذ التفسير شارحا: «لو قتل الإنسان يعلم أن مصيره القتل تطبيقا للقانون ولحد
الله، وبذلك يغير الإنسان مصيره بسبب أفعاله»، مشيرا إلى نصيحة سيدنا يعقوب لأبنائه
حينما ذهبوا إلى مصر، وطلب منهم أن يدخلوا من أبواب عدة، فقد كان خائفا عليهم من
الحسد، لأن الأولاد كانوا يموتون قديما، وقد كانوا 10 إخوة ذاهبون معا إلى مصر.
وحذر عشماوى من كثرة تباهى المرء بنجاحاته وأمواله وأبنائه، قائلا: «هذا خطأ كبير،
ويودى بالإنسان إلى التهلكة، لذا أمرنا الله بالاستعانة به على العين الحاسدة». أما
عن الآية الأخيرة فى سورة الضحى: «وأما بنعمة ربك فحدّث»، أوضح د. عشماوى أن
التحديث بنعمة الله هنا لا يعنى الإفصاح عنها، وإنما إعطاء حق الله فيها، فمثلا لو
أن الله رزقك بالمال فعليك أن تحدث بفضل الله عليك وتعطى للفقراء، وكذلك ينطبق
الأمر على العلم والصحة. ولفت أستاذ التفسير إلى أن أهل العلم والدين أيضا محسودين،
حتى أن الكفار حسدوا النبى –صلى الله عليه وسلم- على مكانته الدينية، مستشهدا على
الحسد بقوله تعالى فى سورة البقرة: « وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ
أَنفُسِهِم..». وأكد د. عشماوى أن الكثير من المشاهير يعانون من آثار الحسد ولكنهم
لا يُطلعون الرأى العام على ذلك حتى لا يتعرضوا للهجوم، قائلا: «أنا شاهد بنفسى على
حكايات عديدة لمشاهير فى الوطن العربى تعرضوا للحسد وفقدوا أموالهم، والبعض مات فى
حوادث فجأة، ولم أجد شخصا من المشاهير أو الأغنياء سعيد فى حياته وفق روايتهم لي».
شدد د. عشماوى على أهمية الصدقة لرد الحسد، موضحا أنها تطفئ غضب الرب، فالإنسان
الذى يتصدق ويفعل الخير ينجيه المولى من شرور الحسد والحاسدين، ويطيل فى عمره لأنه
كالشجرة المثمرة. وتابع: «وقبل أن يسأل أحد عن سبب إطالة عمر أحد الظالمين أو أصحاب
الشرور، فببساطة هو رغبة الله فى أن يُرى الناس آياته وعبره فى هذا الظالم، فيصبح
آية للناس، والناجون هم أهل الله والذاكرين والمتحصنين».) . ... .. ... مع تحياتي
دكتور أحمد عشماوي.
تعليقات
إرسال تعليق