رحم الله امرئ عرف قدر نفسه
في إحدى الزيارات الودية التي جمعت بين المرحوم الرئيس السادات وصديقه الدكتور مصطفى محمود .... قال السادات للدكتور مصطفى محمود: استعد لحمل حقيبة وزارة الصحة في التشكيل الوزاري الجديد. ؛ ... فضحك الدكتور مصطفى محمود: يا سيادة الرئيس لقد تزوجت مرتين وطلقت وفشلت في قيادة أسرة صغيرة فكيف لي أن انجح في في قيادة جهاز إداري بدولة بأكملها بحجم دولة مصر ؟ فاحترم السادات صراحته وقال : يا ليت كل الناس مثلك يا دكتور مصطفي في التعفف عن تولي مالا يعرفون ..... انتهى الموقف لكن العبرة فيه أن الإنسان الناجح هو الذي ينجح فى حدود موهبته وقدراته. فليس النجاح أن ندخل التاريخ ولكن النجاح في أن نساهم في كتابة التاريخ بصورة مشرفة وصحيحة. فنجاحنا في مواقعنا يؤدي إلى نجاح الحقبة الزمنية بأكملها. وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم(رحم الله امريء عرف قدر نفسه ) . وآفة الناس انهم يعشقون الصولجان والسيادة والرفعة. من أجل ذلك يستميتون على ما تيسر من مناصب أو كراسي ليستعلوا على الناس وحينما يتولون تظهر أمراضهم النفسية وعقدهم الإجتماعية. وما علم هؤلاء أن الحساب سيكون عليهم عسيرا وان الخطب في شأنهم سيكون عليهم طويلا . وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه(إنها امانة وإنها ستكون على صاحبها يوم القيامة خزي وندامة ) . وفي القرآن الكريم(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) . نعم يا ساده كم رأينا من ظلوم لنفسه لأنه وضع نفسه في غير موضعها . وكم رأينا من جهول لا يعرف شيئا ضعيفا في شخصيته قليلا في حيلته لكنه استغل بعض الظروف القاسية التي أساغت له الجلوس على سدة مكانه ومنصبه. وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم(إذا رأيتم الرجل يطلب الإمارة فلا تولوه ) وذلك لأنه من طلب شيئا بنفسه وكل إليه ومن طلبه الناس إلى شيء أعانه الله عليه . وآفة الناس في بلاد العرب والمسلمين أنهم تسابقوا على المناصب أو بالأحرى نستطيع ان نسميها الأرباح والمكتسبات والمكاسب. ولم يكن فيها شيء لله . لذا نجد حال العرب والمسلمين كما هو لم يتغير . الفقر والبطالة والأمراض والقهر مجموعه من الصفات الملازمة للشعوب العربية لم تتغير ولم تتبدل. والظاهر أنها اصبحت آفات اجتماعية وأمراض مزمنة ليس لها علاجات في أرض الواقع . وكل مهمة الشعوب تتلخص في أنها تجلس منتظرة مع مر الزمان محاولة استعادة الإنسان. وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه(إذا أوسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) . ....... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي .
تعليقات
إرسال تعليق