شهرة و سطوة
بعد نجاح النائب الهمام في عضوية مجلس البرلمان في الغابر من ماضي الزمان . وقف في
جمهوره خطيبا فقال : مرحبا بالذين قالوا لا ومرحبا بالذين قالوا نعم .... لأن الذين
قالوا لا قالوا كذلك نعم . وهكذا فضح نفسه في تزوير إرادة الناخبين . وهكذا كانت
المجالس البرلمانية في الماضي تقوم من أساسها على كذب وزور وتزييف واستبعاد من
يستحق وانتخاب من لا يستحق . ولا شك أن مثل هذه العمليات الخفية نوع من انواع
استدراج البشرية حتى تمرر قوانين تخدم أطماع أصحاب النفوذ والسلطة الخفية منها
والعلنية . وتلاعب الجميع بمشاعر الفقراء والكادحين. وتاجر الجميع بأحلام الشعب
عقودا وأزمنة طويلة. وغابت عن قبة البرلمان قمم ووجوه كانت كانت كالجبال الرواسي في
شموخها وصلابتها والثبات على مبادئها . وبعد أن كان مجلس الشعب يحوي بين جنباته
المتعلمين والمثقفين أصبح لا مكان فيه إلا للمال ولرجال الأعمال. تلك الفئة التي لم
تدخل المجلس بكاء على الشعب المطحون ولا لنصرة المظلوم ولكن دخلت لخدمة نفسها
ومصالحها في الخفاء من وراء ظهور الشعب المغيب . وكم لفت انتباهي تصارعهم على تلك
المقاعد حتى فقدوا إخوانهم وأبنائهم في معارك دامية .... ولطالما كنت اتسائل ما
الذي سيعود عليهم من كل ذلك ؟ هل هي دواعي الشهرة أم السطوة؟ حتما نحن نسير في
الطريق الخطأ فعمل لم يكن لله ورجل جاء بالغش والخداع لا يباركهما الله . وهكذا
كانت النتائج شاهدة جمعت بين شعب فشل في تحقيق طموحه وبين السلبية التي أصبحت ديدنا
للغالبية. وبين قوانين جائرة خرجت لخدمة فئة دون فئة لم تراع الإنسانية ولم تحتكم
إلى عدالة الإسلام. . ونحن الشعب قادرون على تغيير خارطة الطريق الملتوية عن طريق
الوعي ومحاسبة اللصوص والنائمين. والحل في وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.
وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه( إذا أوسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .
ومسك الختام القرآن الكريم وفي القرآن الكريم( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا
مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. وكم أهلكنا من القرون من بعد
نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ) . صدق الله العظيم. ..... مع تحياتي دكتور
أحمد عشماوي.
تعليقات
إرسال تعليق