حوار بين الكلب و الأسد
استقبح الكلب اسمه فقال للأسد: غير لي اسمي يا سيد السباع ؛ فقال له الأسد : لا إنك خسيس... فقال الكلب : فجربني .... فأعطاه الأسد قطعة من اللحم وقال خذها فاحفظها حتى أطلبها منك . .... فأخذها الكلب متحمسا ليكبر في عين الأسد.... لكن ما هي إلا ساعة حتى جاع الكلب فأكل قطعة اللحم قائلا : ومالذي يفيدني في تغيير اسمي ؛؛؛ وهكذا انزوى الكلب عن ساحة المشهد ليرضى بأخس المنازل. وهذا مثل يقال في كل من قصرت همته ورضي بالدنية من كل شيء غير معتبر بالآخرة ولا مكترث بنظرة الآخرين له . وفي القرآن الكريم(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين .ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون ) . إن آفة الأشرار من الخلق أنهم لا يحسبون للمستقبل ولا يقدرون عواقب الأمور . ذلك لأن نفوسهم لم تكن كريمة وأصولهم لم تكن عريقة . وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه(الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) وقديما قالوا(أصل هو فعلك ) فمن كان فعله هو التراحم ومشيه هو التواضع وماله هو حب الناس فقد استمد شرف الإنسانية من قبول الله له وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه(إن الله إذا أحب عبدا وضع له القبول في الأرض فيحبه أهل السماء وأهل الأرض ) واما من اختال في الأرض وآثر زينة الحياة الدنيا فإنه يعلو علو الزبد ثم سرعان يزول ويندثر إلى الأبد بعد أن يلعنه أهل السماء وأهل الأرض. وفي القرآن الكريم( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ) وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه(من لا يرحم لا يرحم) . وفي واقع الحياة نرى وجوها تروح في سخط الله وتغدوا في غضب الله نراهم قساة القلوب غلاظ الوجوه ليس في يديهم خير ولا في خطاهم بركة لا يخافون مقام الله ولا يأمنهم إنسان ولا حيوان . هؤلاء هم الجلادون يجلدون الناس بإغلاق أبواب الرحمة في وجوههم. هؤلاء هم الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وهؤلاء هم الذين استعاذ منهم نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فقال( ولا تسلط علينا من خلقك من لا يخافك ولا يرحمنا) . ... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.
تعليقات
إرسال تعليق