الشبيه



بقلم د : أحمد عشماوي 

الأخ كلمة تعني الشبيه والمثيل والتطابق التام في الأصول والصفات . والأخت كذلك ليست بمنأى عن ذلك.  بل هي تزيد بالحنان والتكريم والرفق فوق كل ذلك.  وعلى ذلك فالأخ شبيه لأخيه في الخصائص والمقام وإن اختلفت الأشباه والمسميات . وكذلك الأخت شبيهة لأخيها حتى مع اختلاف  نوع الذكورة والأنوثة.  ومنه قوله تعالى في قصة مريم عليها السلام  على لسان قومها لها ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرىء سوء وما كانت أمك بغيا ) فهارون لم يكن أخا لمريم عليها السلام وإنما كان اخا لموسى عليه السلام سبقها بنحو الف عام لكنهم قصدوا من كلمة اخت هارون أنها شبيهة هارون في حلمه وورعه وتقواه..  وفي واقع الحياة نجد أن المحظوظين من البشر من أسعدهم الله بإخوة يشدون من أزرهم ويتساهمون في مواجهة صعاب أمور حياتهم وفي تعبير القرآن الكريم( واجعل لي وزيرا من أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري وأشركه في أمري . كي نسبحك كثيرا.  ونذكرك كثيرا.  إنك كنت بنا بصيرا.  ) وكانت إجابة آلله له في موضع آخر  في لفظ دقيق ( قال سنشد عضدك بأخيك) . وهذا كناية عن القوة الحقيقية تكمن في الأخ الذي هو جزء لا يتجزأ من أخيه.  ومن هنا أبدع القائل في قوله ( أخاك أخاك فإن من لا أخ له ..... كساع إلى  الهيجا بغير سلاح ) . ومن الملفت للنظر فى قوله تعالى (يوم يفر المرء من أخيه . وأمه وأبيه . وصاحبته وبنيه.  لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه ) فتقديم الفرار من الاخ قبل الأم والأب والزوجة والولد له مغزاه في أن الأخ هو الأبقى والأدوم مع أخيه في طيلة حياتهما.  فالأب والأم يموتان غالبا في الربع الأول من حياة اولادها  ثم تأت الزوجة والأولاد في الربع الأخير من حياة الإنسان . اما ما قبل ذلك وما بعد ذلك فالاخ مع أخيه  هو صديق الطفولة ومهد الشباب وشركاء الكفاح والرجولة وعكاز الشيخوخة والكهولة. كل ذلك من دقائق ما أشار إليه القرآن الكريم عن تلك الرابطة القوية التي صنعت المعجزات من أجل حمية الأخوة.  ومن هنا كان أصحاب نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يقولون ( ولا فتى إلا علي ) يقصدون علي بن أبي طالب رضي الله لأنه استجمع مع إسلامه كأول من آمن من الصبيان أنه كان ابن عم نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فقرابته بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم كانت من باب حمية الأخوة.  فكان إذا ضرب في الحروب أوجع.  لأن حمية النسب والعصب أشد بأسا واقوم قيلا.  نعم يا ساده الأخ هبه لا تعوض ولا تقدر بثمن . وللحديث بقية.    ... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دكتور أحمد عشماوي رمز من رموز الأزهر

الأصل في الزواج عدم التعدد

تكريم الإسلام للأم لآخر الزمان