الجذب و الانجذاب
بقلم د. أحمد عشماوي
الحب هو شعور من الجذب والانجذاب له العجب ولا يعرف له سبب . وهو في حقيقة أمره إدعاء يترجمه المواقف وتبرهن عليه الأفعال دون كذب . فليس الحب أشعار وقصائد يعقبه رجاء خائب . إنما الحب كيان في كيان ذائب . ورغم أن اكثر كلام الناس كان في الحب إلا أن القليل منه هو الصادق . وما ذلك إلا لأن الحب عند الأكثرية حالة من التأثر والعرض . أما عند الصفوة فهو انفعال خال من الغرض . وإذا كانت الحاجه تولد الإختراعات فإن الحب وحده هو صانع المعجزات. ومن أجل ذلك رأينا هذا التزواج مع الإختلاف والفوارق. وعلى هذا لنا أن نفسر الفرق بين محترق بسبب الحب وخادع ومنخدع تحت اسم الحب . وفي دنيا الناس كل يوم نرى العجب تحت مظلة المفاهيم المختلفة لكلمة الحب. فعند البشر وحدهم نجد كلمة أحبك بمعنى أكرهك وتكون كلمة أكرهك بمعنى أحبك . والناجون من أتون الحب المستعر هم من يصدقون بلا غاية دنيئة . فالحب عندهم عدم استغناء مهما عصفت بهم دنياهم العجيبة . وما جمعهما الحب لا يفرقهما أي شيء ولا الموت وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم( يحشر المرء مع من أحب ) . وعلى هذا فأنت وحدك من تختار إما رفقة في الجنة وإما تلاعن في النار . ومن أجل ذلك كان الحب الإلهي هو الحب المفيد . بل هو العبادة الخاصة التي لا يعيها إلا القلب السعيد . وفي القرآن الكريم( والذين آمنوا أشد حبا لله ) وفي القرآن الكريم( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه) . هكذا قال يحبونه ولم يقل يعبودنه لأن العبادة متأرجحة بين الضعف والقوة بينما الحب ليس له إلا حالة واحدة من الإخلاص والهمة . وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) فاللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك . .... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.
تعليقات
إرسال تعليق