استمتع بالحياة بطاعة الله
الحظ من الدنياأمر تشرئب إليه الأعناق وتصبوا إليه النفوس وهو أمر فطري ومشروع لكن الإسلام يقنن هذه
الرغبة العارمة في هذه الجملة على لسان قوم قارون (وابتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة
ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما احسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله
لا يحب المفسدين ) نعم إن هذا الكلام يضع قانون الكسب والإنفاق بصورة لو اتبعها الناس
ما وجد فقير ولا مهموم ولا محزون على وجه الأرض لكن الأثرة والأنانية طغت على الناس
فشحت نفوسهم واكتنز أكثر الناس من الحرام. وأهل الصفوة وأصحاب البصيرة يقاومون في نفوسهم الميل إلى زخارف
الدنيا واضعين نصب أعينهم قول الله تعالى (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى
) . ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لم يشبع من رغيف الخبز ثلاثة ايام متوالية حتى
لقي ربه وكان يمر عليه ثلاثة اهلة في شهرين وما توقد في بيته نار فلم يكن في بيته شيء
من لحم حتى يوقد عليه النار ليطبخه. هكذا كانت حياة سيد المرسلين وأكرم الخلق على الله
. ولقد اقتلع من قلوب اصحابه جذور شجرة حب الدنيا والاثرة والأنانية لذا سادوا الدنيا
وملأوا الأرض نورا وعدلا. وفي السير أعطى رسول الله المهاجرين غنائم حنين دون الأنصار
فتكلم بعض صغار الأنصار وغضبوا من أجل ذلك فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أما ترضون ان يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون أنتم برسول الله ؟فقالوا بلى رضينا
برسول وامسكوا بيديه ورجعوا به إلى المدينة )نعم يا سادة إنه لحظ ما بعده حظ ان ينعمالإنسان في دنياه برضى الله وبحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليست السعادة فيما
يملكه الإنسان ولكن السعادة في ان يبيت الإنسان مرتاح الضمير سليم الصدر مدبرا عن الدنيا
مقبلا على الآخرة ... اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا
من خلقك من لا يخافك ولا يرحمنا
تعليقات
إرسال تعليق