العمر الافتراضي


بقلم د : أحمد عشماوي 

 العمر الإفتراضي هو التقدير البشري لمدة صلاحية الشيء . وهو وإن كان يعتمد على دراسات علمية لكن تظل ساعة النهاية تحديدا مجهولة . ذلك لأن النهايات دائما غامضة ولا مفهوم لها . يقاس على ذلك عمر الإنسان فلا قاعدة تقنن له ولا حدود تحدد له . والواقع شاهد على ذلك فيطول عمر المريض بغير صحة  ويموت الصحيح بغير مرض او علة . وفي كل الأحوال يموت الصغير والكبير لا استثناء لأحد في ذلك ولا ينفع في ذلك شفاعة أو خلة . لكن البشر دائما يتكلمون عن الأسباب دون النظر إلى الأعمار المقدرة . فيقولون مات هذا في حادث ومات ذاك في مرض وكأنهم لم يقرأوا( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ) . نعم يا ساده إنه الغموض بعينه لا أحد يستطيع أن يفك شفرته أو أن يتهجى في طلسمته . فتبقى أعمارنا هي الأزمنة القليلة التي نعيشها وهي مدة الصلاحية المسموحة لنا في الحياة القصيرة . وعند النهاية نستذكر البداية ونرى العمر كله كلمح خاطف تخبطنا فيه تخبط السكارى . وكأننا جئنا من عالم مجهول ونعيش حاليا في عالم مجهول وسننتقل عما قريب إلى عالم مجهول لتظل الحقيقة غائبة معتمة فينكسر الغرور العلمي أمام المجهول.  إن أحدا لا يعلم ما سيحدث له بعد قليل لا يصح له أن يطمئن للدنيا ولا يصح له أن يتباهى بقوته . فأولى بهذا الضعيف أن ينشغل بالبكاء على نفسه والإصطلاح مع ربه فالكل مجهول إلا من اعتصم بالله فهو الناجي من بحور الجهل إلى حيز المعلوم . وفي القرآن الكريم( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .  ... مع تحياتي دكتور احمد عشماوي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دكتور أحمد عشماوي رمز من رموز الأزهر

الأصل في الزواج عدم التعدد

تكريم الإسلام للأم لآخر الزمان