رحلة الموت



بقلم دكتور: أحمد عشماوي
 الموت هو النومة الأبدية التي تتوقف فيها كل أعضاء الجسم عن العمل . فهو اللا عودة والإنتقال من حال الحراك إلى حال السكون الدائم . فالقلب فشل في ضخ الدماء فأعلن إفلاسه التام . والعقل صفر رصيده من المعلومات فلم يعد يقرأ أي شيء . وانهزم الجسم تماما حتى أنه تغير اسمه من الجسم  إلى الجسد . كل شيء توقف تماما رغم المحاولات المضنية من الأطباء والأقارب في استعادة الحياة لهذا الجسد الميت . وتغير كل شيء فحلت البرودة مكان الحرارة وتداعت البكتيريا والعفن إلى وجبتها الجديدة الدسمة . ويقف الأهل متحشرجين في أحزانهم حتى من كان يراه سيئا ويتمنى موته يصاب بوجع وربكة يتمنى عودته إلى الدنيا مرة أخرى لكن ذلك لن يحدث . فكل شيء خرج عن السيطرة تماما . حتى إن الإسم نفسه قد سلب منه وصاروا ينادونه بالحالة أو الجثه . حتى إن ثلاجة الموتى لن تحتفظ به كثيرا وستلفظه لتفسح المكان لغيره . وأما الأهل فلن يفلحوا في استبقائه في البيت اكثر من ساعات معدودة.  وماذا سيفيد الإبقاء وميتهم لن يأكل ولن يشرب ولن يتداوى لقد تعطل كل شيء عنده تماما . بل إن الإبقاء على ميتهم سيجلب لهم متاعب في رؤية تغير ملامحه وانتفاخ جسده وكريه رائحته . سيكون المنظر صعبا لا يطاق . يتساوى في ذلك الغني مع الفقير . لن تكون في هذه الحالة درجات أو طبقات  . وسيكون للميت حسابات حياتية أخرى لا يعلمها إلا الله.  وفي القرآن الكريم( فلولا إذا بلغت الحلقوم . وأنتم حينئذ تنظرون .ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون . فلولا إن كنتم غير مدينين . ترجعونها إن كنتم صادقين ) . نعم يا ساده إنها ساعة الصفر والعودة إلى بوابة العدم . وللحديث بقية.   .... مع تحياتي دكتور احمد عشماوي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دكتور أحمد عشماوي رمز من رموز الأزهر

الأصل في الزواج عدم التعدد

تكريم الإسلام للأم لآخر الزمان