ضروريات الحياة
على افتراض أن الأنبياء لم يبعثوا ولم يرسلوا وعلى فرض أنه لا إله وعلى فرض أنه لا قيامة ولا آخرة وعلى فرض أن الكتب التي جاء بها الأنبياء لا تعدوا أن تكون اختراعا من عند انفسهم وأنهم ليسوا إلا مصلحين اجتماعيين لكان ما جاء به الانبياء خير ما اخترعه إنسان على وجه الأرض. فلو تخيلنا ولو لحظات أن الناس لا يسمعون أصلا عن الله ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يعترفون بشرع الله لكان الخطب عظيما في انتهاك حرمات كل الناس . وعلى هذا فستكون جرائم الزنا والسرقة والقتل من لوازم وضروريات الحياة. ولا عجب في ذلك فما بالنا بقوم أمنوا العقاب فأساءوا الأدب. وما بالنا بقوم يعتبرون الحياة الدنيا هي كل الحياة وليس بعدها حياة . وما بالنا بقوم لا يعتقدون في الآخرة بثوابها وعقابها. حتما ستكون الدنيا في فساد دائم لا يتقطع. ولربما نحن لم نكن لنصل إلى هذه الحياة وإذا وصلنا إليها ربما قتلنا اقرب الأقرباء. نعم يا ساده من يتخيل الدنيا بغير الدين فلن يجد إلا ظلما وظلمات لن يجد شيئا يسر بالمرة . وإذا اعتبرنا كل ذلك كابوسا مرعبا فلنستفق على حقيقة الدين الذي أمدنا بكل هذا الأمان على النفس وعلى العرض والمال والنسل منذ البداية للنهاية ليجعل للإنسان كافة الحقوق والحريات والكرامة الإنسانية حتى ولو لم يعترف بالله ربا ولا بالإسلام دينا ولا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. نعم يا ساده إن الإسلام بكافة رسالاته من توراة وإنجيل وقران( إن الدين عند الله الإسلام ) نعم جاء الإسلام ليحفظ للإنسان حقه في الحياة وليحميه من إجرام المجرمين وإفساد المفسدين. فأي دين غير دين الله يكرم الإنسان حتى ولو كان مخالفا. وأي كذب في هذه الرسالات السماوية التي تأمر بالفضائل وتنهى عن الرذائل؟ وهل يوجد مخلوق على وجه الأرض يستطيع أن يريح عناء الإنسان من التفكير في ألغاز وطلاسم الحياة وما بعد الحياة إلا الأنبياء؟ وهذا ما يجعلنا نقول بأن قوة خفية اتصلت مع هؤلاء الانبياء وأوحت إليهم الإجابات الكافية والشافية في كل جانب من جوانب الحياة الدنيا وما بعد الحياة الدنيا . وكلما قرأت القرآن الكريم وتأملت في نسيج كلماته ايقنت أنه لا طاقة لبشر أن يأتي بهذا القرآن مهما اشتدت فصاحاته لأن فصاحة القرآن ليست في جمله وآياته فحسب بل في كل حرف من أحرف الكلمة الواحدة فحرف واحد كفيل بأن أن يغير مجرى السياق والفحوى. . وليس هذا فحسب بل إن علماء البشر مجتمعين عجزوا في إظهار خطأ واحد في القرآن الكريم لا من ناحية اللغة ولا من ناحية العلم والطب والهندسة والتاريخ. بل إن كل ما يحدث فى أيامنا هذه وما سيحدث بعدها لن نجد ما يروينا فيه إلا القرآن الكريم. يا ساده إن مبدع الكون وخالق الإنسان بهذا التركيب العجيب هو الله الذي لا إله غيره ولا رب سواه . وفي القرآن الكريم( سبح اسم ربك الأعلى. الذي خلق فسوى .والذي قدر فهدى . والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أوحى ) . لا جرم يا ساده أننا جهلة وما تعلمناه أصبح حجة علينا لا لنا لأن نفوسنا ضعفت وخارت قوانا وأعلنا الإفلاس الكامل أمام الله. بسم الله الرحمن الرحيم(ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) فاللهم لا تعاملنا بعدلك ولكن عاملنا بفضلك ورحمتك ويكرمك وتقبلنا برحمتك يا أرحم الراحمين. ... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.
تعليقات
إرسال تعليق