حقيقة الإسلام
بقلم د : أحمد عشماوي
الإسلام ليس أكذوبة .... فلا يمكن لأكذوبة أن تنتشر بين أكثر من مليارين من المسلمين أو أن تعيش طوال هذه القرون الطويلة التي تجاوزت أربعة عشر قرنا من الزمان. فالإسلام هو مجموع يجلب للبشرية كل ما فيه خير ويدفع عن البشرية كل ما فيه شر . وما حقد عليه الحاقدون إلا لأنه ضد ما تستهويه انفسهم من الإباحية والإنفلات . (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ) .لكن الإسلام كيان الحياة والسعادة والهداية كل شيء فيه بالقسطاس المستقيم . وفي القرآن الكريم(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون). ولو كان الإسلام رسالة إدعائية لجلب شرف أو صيت أو دنيا لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لظهرت أمارات الثراء والبذخ عليه . ولألبس نفسه تيجان وصولجان الملوك. ولو كان الإسلام محض إدعاء للشهرة وأنه لا اتصال مع الله جل في علاه لظهرت كثير من الثغرات والعيوب في نصوص القرآن ولما صلح الإسلام لكل زمان ومكان. وفي القرآن الكريم( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) . والحق أن الإسلام جاء رحمة تسقط العناء والعبودية والذل عن كاهل البشرية ليقيم العدل والقسط لتجري الأمور كل الأمور في نصابها الصحيح دون إفراط ولا تفريط. وماذا نقول في رجل ولد يتيما فلا أب ولا أم ليتولاه الله في تربيته ليخرج إلى الدنيا رجلا يحتمي فيه الرجال . وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) فشرح الله له صدره فأصبح يتسع برحمته كل الخلائق بارهم وفاجرهم. وفي القرآن الكريم( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ووضع عنه وزره الذي لو كان كأي بشر حتما سيثقل به ظهره فلم يخطيء في أحد ولم ينظر إلى ما في يد أحد. ورفع له ذكره فصار لا يقال (لا إله إلا الله ) حتى يقال (محمد رسول الله ) وزيادة في بيان فضله أمر بالصلاة عليه كما صلى بنفسه هو وملائكته عليه . وفي القرآن الكريم (إن الله وملائكته ي يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) . ثم التمس رضاه فقال ( ولسوف يعطيك ربك فترضى) . ولعل السؤال يطرح نفسه لماذا كل هذا الرضى من الله على نبيه ومصطفاه؟ والجواب أنه كان أصبر الأنبياء على تأدية الرسالة . ففي شأنه قال تعالى( فلعلك باخع نفسك ) أي قاتل نفسك(على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) وفي القرآن الكريم( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ) وما كان النبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يبكي كما يبكي لموت يهودي أو مشرك ويقول (نفس أفلتت مني إلى النار) وفي القرآن الكريم(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ) . لقد كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يسابق الزمن في هداية الخلق ويسابق أمين الوحي جبريل عليه السلام في أخذ وتلقف وحي القرآن الكريم حتى نزل قوله تعالى( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) ونزل قوله تعالى( لا تحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ) . فنعم الرجل هو ونعم النبي هو ونعم المبلغ هو ونعم الحريص هو ونعم الزاهد هو صلى الله عليه وسلم. وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم . حياتي خير لكم تحدثون إلي وأحدث لكم . ومماتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فإن وجدت خيرا حمدت الله لكم وإن وجدت غير ذلك استغفرت الله لكم ) فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه صلاة تنفك بها العقد وتكون لنا ذخرا في الدنيا والآخرة. وللحديث بقية. ..... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.
تعليقات
إرسال تعليق