المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢١

تسلط الحاكم

صورة
بقلم د. أحمد عشماوي من العجب العجيب أن الله جل في علاه لم يرغم أحدا على حبه او عبادته بينما نجد قضية الحاكمية بين المسلمين اتخذت أشكالا من القهر والتسلط.  فلقد عاش نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يبني رجالا ويؤسس دولة دون أن يدعي أنه ملك أو رئيس أو حاكم . وعلى هذا فلم يضع على رأسه تاجا أو ريشا أو ما شابه مما يضعه الملوك . لقد كان يجلس بين الناس واحدا منهم غير مميز عليهم فيأتيه الغريب فلا يكاد يميزه بين الناس . كان يقول أنا محمد عبدالله ورسوله.  أتاه رجل فسأل عنه فدله الصحابة على بيته فلما أتى بيته لم يجد عليه حراسا. ولما رآه الرجل ارتعد منه ... فقال له نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم( هون عليك يا رجل فما أنا إلا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ) . هكذا كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم سهلا ميسورا رحمة ورأفة ولينا وحنانا.  ومات نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ولم يترك دينارا ولا درهما بل كانت درعه مرهونة عند يهودي . هكذا كان مطهرا في ذمته من مثقال ذرة من أموال المسلمين رغم أن الله فرض له خمس الغنائم ... ففي القرآن الكريم( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ) ومع ذلك...

الإسلام و المسلمين

صورة
 بقلم د. أحمد عشماوي كلما قرأت إزدت اقتناعا بالإسلام ولم أقتنع بالمسلمين.  فالإسلام هو الذي دعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنه . ففي القرآن الكريم( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) . والإسلام هو الذي خير الناس ولم يجبرهم . ففي القرآن الكريم( لا إكراه في الدين ). وفي القرآن الكريم( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) . والإسلام هو الذي حرم الظلم وأمر بالعدل والإحسان والحنو على الأقارب والفقراء والمساكين.  ففي القرآن الكريم ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) وفي القرآن الكريم ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) وفي القرآن( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ). والإسلام هو الذي يترفق بالمخالفين ففي القرآن الكريم( فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر  )  . والإسلام هو الذي يترفق بالعاصين . ففي القرآن الكريم( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة ا...

المرء بأصغريه

صورة
بقلم د. أحمد عشماوي  سمع الحارث بن عوف ملك العرب في الجاهلية عن حكيم يقال له ضمرة المعدي من قبائل بني معد العربية . فسره ما أثر عنه وأثلج صدره ما حكي عنه ذكاء وفهما وحكمة وعلما . فأرسل إليه رجالا في ركاب مهيب ليحملوه إليه فينهل من علمه سؤلا.  وما ان دخل ضمرة على الملك حتى صعق الملك . لقد رآه الملك أسود اللون قصير القامة أفطس الأنف اعور العين بوجهه دمامة . فاستقبله الملك متأسفا لنفسه عن خيبة ظنه به فقال له : سماعك بالمعيدي خير من أن تراه . هكذا جرحه بتصغير كلمة معد وتحقير هيئته.  فقال ضمرة وهو حكيم العرب آنذاك : أيها الملك إن أحدنا لم يخلق نفسه  وليس المرء بلونه ولا بحسن بنيانه إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه . فبهت الملك واعتذر له في حاله . انتهى الموقف لكن الدرس لم ينته بعد . إذ إن آفة الناس في تقيمهم للناس تعتمد على ظواهر الأمور درجة ان قال أحدهم : وقد تبين لي أن القماءة ذلة وأن أعزاء الرجال طيالها.  وصار اعتماد الناس في وجاهة من يرونه وجيها على الثراء او القوة والغلبة والصرعة.  وما عدا ذلك للغني والقوي أن يستبيح دماءهم وأموالهم واعراضهم.  فجاء الإسلا...

الجذب و الانجذاب

صورة
  بقلم د. أحمد عشماوي الحب هو شعور من الجذب والانجذاب له العجب ولا يعرف له سبب . وهو في حقيقة أمره إدعاء يترجمه المواقف وتبرهن عليه الأفعال دون كذب . فليس الحب أشعار وقصائد يعقبه رجاء خائب . إنما الحب كيان في كيان ذائب . ورغم أن اكثر كلام الناس كان في الحب إلا أن القليل منه هو الصادق . وما ذلك إلا لأن الحب عند الأكثرية حالة من التأثر والعرض . أما عند الصفوة فهو انفعال خال من الغرض . وإذا كانت الحاجه تولد الإختراعات فإن الحب وحده هو صانع المعجزات. ومن أجل ذلك رأينا هذا التزواج مع الإختلاف والفوارق.  وعلى  هذا لنا أن نفسر الفرق بين محترق بسبب الحب وخادع ومنخدع تحت اسم الحب . وفي دنيا الناس كل يوم نرى العجب تحت مظلة المفاهيم المختلفة لكلمة الحب.  فعند البشر وحدهم نجد كلمة أحبك بمعنى أكرهك وتكون كلمة أكرهك بمعنى أحبك . والناجون من أتون الحب المستعر هم من يصدقون بلا غاية دنيئة . فالحب عندهم عدم استغناء مهما عصفت بهم دنياهم العجيبة . وما جمعهما الحب لا يفرقهما أي شيء ولا   الموت وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم( يحشر المرء مع من أحب ) . وعلى هذا فأنت وحدك م...

لصوص و لكن

صورة
بقلم د. أحمد عشماوي  اللصوصية مختزلة عند العرب على السارق الذي يسرق الجيوب أو البيوت بيد أن معنى اللصوصية في واقع الأمر نجده  فضفاضا أكثر واوسع اتخذ أشكالا متنوعة من أنواع السرقات المتعمدة وغير المتعمدة . فهناك لصوص يضبطهم القانون متلبسين بسرقة عدد قليل من الجنيهات لا تشفع ولا تنفع لكنهم في نظر القانون مجرمون آثمون يستحقون العقوبة والإذدراء.  لكن السواد الأعظم من اللصوص في زماننا هذا يظهرون بمظهر الشرفاء فهم شرفاء لكنهم لصوص . لا يسرقون ليأكلون لسداد مغصة الجوع ولا يسرقون لشراء ما يقيهم عضة البرد القارص كما هو حال لصوص الجيوب وحتما لا يمدون أيديهم على أموال ظاهرة أمام الناس إنما هم محترفون فيما يسرقون وكل لص له مجاله وطريقته في اختلاس ما يمكن اختلاسه ونهب ما يمكن انتهابه.  وفي النهاية هم الشرفاء في نظر العميان  ...... في حياتهم لهم صولجان وفي مماتهم لهم كامل العرفان . والقاريء في صفحات الواقع يجد مسرحا هزليا يضم ملاييين المشاهد الكوميدية في اللصوصية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة العامة والخاصة في حياة الشعوب العربية والإسلامية.  فالسياسي يقف على منابر ...

السفر أثناء النوم

صورة
  بقلم : د. أحمد عشماوي  النوم ما هو إلا موتة صغرى يموت فيه الإنسان بشكل جزئي . فحينما نضع رؤوسنا على الوسادة لا نتذكر اللحظة بعينها التي غبنا فيها عن الوعي . والملاحظ أننا نغيب عن الوعي بغير إدراك ونتوه في عالم آخر دون تعب أو إرهاق . ويبقى السؤال: هل الروح هي التي تغيب عنا أثناء نومنا ام النفس ؟.  والذي في القرآن الكريم أن النفس هي التي تغيب . ففي القرآن الكريم(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) لكن تبقى الروح في الجسد لتحافظ على حياة الجسد فتمنح أعضاء الجسد صفة الحياة بلا انقطاع ومن أجل ذلك تأمر الجسد بأن يتقلب بحركة لا إرادية حتى لا تأكله الأرض أو  تصيبه قرح الفراش .  ....  وعلى ذلك فالكلام في النفس وليس في الروح  . وعلى ذلك  فمستقر أنفس الجميع عند الله منها ما تذهب إليه بغير عودة ومنها ما يبقى عند الله بعضا من الوقت بحسابات البشر . ولعل تجمع الأنفس عند الله هو السر من وراء الرؤى و الأحلام.  بل هو السر من وراء التقاء عالم الأحياء وعالم الأمو...