تسلط الحاكم
بقلم د. أحمد عشماوي من العجب العجيب أن الله جل في علاه لم يرغم أحدا على حبه او عبادته بينما نجد قضية الحاكمية بين المسلمين اتخذت أشكالا من القهر والتسلط. فلقد عاش نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يبني رجالا ويؤسس دولة دون أن يدعي أنه ملك أو رئيس أو حاكم . وعلى هذا فلم يضع على رأسه تاجا أو ريشا أو ما شابه مما يضعه الملوك . لقد كان يجلس بين الناس واحدا منهم غير مميز عليهم فيأتيه الغريب فلا يكاد يميزه بين الناس . كان يقول أنا محمد عبدالله ورسوله. أتاه رجل فسأل عنه فدله الصحابة على بيته فلما أتى بيته لم يجد عليه حراسا. ولما رآه الرجل ارتعد منه ... فقال له نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم( هون عليك يا رجل فما أنا إلا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ) . هكذا كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم سهلا ميسورا رحمة ورأفة ولينا وحنانا. ومات نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ولم يترك دينارا ولا درهما بل كانت درعه مرهونة عند يهودي . هكذا كان مطهرا في ذمته من مثقال ذرة من أموال المسلمين رغم أن الله فرض له خمس الغنائم ... ففي القرآن الكريم( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ) ومع ذلك...