قصة ثعلب يمدح غراب
بقلم دكتور: أحمد عشماوي
التقط الغراب قطعة من الجبن فطار بها إلى غصن في أعلى الشجرة ليأكلها. لكن الثعلب قد رمقه بعينه فرأى أن يأخذ من الغراب قطعة الجبن بحيلة. فأقعى الثعلب على ذيله تحت الشجرة . ثم قال : أيها الغراب الطروب هلا أسمعتني بصوتك من ألحانك الشجية؟ فأعجب الغراب بمدح الثعلب واغتر بنفسه فصدح بمنقاره ليأتي بطربه من أعماق أعماقه لكن سرعان ما سقطت قطعة الجبن من منقاره فالتقمها الثعلب وذهب بها بعيدا. وبقي الغراب مذهولا لغبائه الشديد فلا هو أحتفظ بطعامه ولا هو استبقى على جمهوره. هذا المثال ينطبق على حال أكثر حكام العرب . فالنزعات العرقية والطائفية بينهم عزف على ألحانها أمريكا وإسرائيل وأعوانهما ونفخ الأعداء في أبواق الزعامة العربية واستدرجتهم في أتون حروب أهلية ونزااعات طائفية. ووقع الجميع في فخ الغباء السياسي . ونتج عن ذلك أن أصبحت البلاد العربية سوقا كبيرا للسلاح فتقاتل الأخوان الشقيقان وادعى كل منهما أنه في الجنة والآخر في النار . وذبح المسلم أخاه المسلم وهو يقول بسم الله والله اكبر. . نعم لقد أخذوا الإسلام السياسي وابتعدوا عن الإسلام الحقيقي . لقد تقمصوا الشكل والمظهر وتركوا الحق والجوهر . وهكذا تخلف العرب في ميدان الدين وفي ميدان العلم وفي ميدان الأخلاق. فلا هم ربحوا الدنيا ولا هم ربحوا الدين . وانزوى الثعلب الأمريكي ومن عاونه بالغنائم التي تعددت مشاربها من النفط وثمن الحماية وثمن الرضا وعربون المحبة وهدايا الصداقة ودفعت الشعوب الثمن الباهظ مزيدا من الجوع والفقر والبطالة والجهل حتى صارت كلمة عربي تقابل في معناها الشامبنزي والقرد والنسناس . وهكذا جزاء من عمل لمجده الشخصي ولم يعمل لله . .... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.
تعليقات
إرسال تعليق