المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2020

الدموع انفعال صامت

صورة
بقلم : دكتور أحمد عشماوي ا لدموع ليست قطرات من الماء الأبيض كما نراها. وإنما هي حالة إنفعالية تحمل في كل ذرة من قطراتها كما هائلا من الحزن والألم . فلا يوجد خلف العين خزان من المياه تجرفها العين إلى الخارج وقت ما تشاء . ولكنها مجموعة من الإشارات اليائسة المتبادلة بين المخ والقلب والعين لا تجد جوابا ولا حلا ولا ملاذا فتنسكب الدموع معلنة الإفلاس والعجز التام عن دمدمة ما حل بالنفس من جروح . وأصعب دموع صادفتها في حياتي دموع طفل محروم كان يبكي بحرقة يشكو قسوة من حوله فلا هم منحوه وأعطوه ولا هم تركوه بل بكتوه وعايروه ونبذوه. ودموع امرأة ضاع منها جنيها واحدا كان بالنسبة لها كل ثروتها فانسابت دموعها بعد ان حاولت إخفائها لكنها لم تنجح فى كتمان مصيبتها وكنت وقتها صغيرا لا مال لي غير أني كنت أمتلك فعلا جنيها ادخرته بعد عناء من مرور الأيام فأخرجت لها الجنيه من حافظتي عوضا عن جنيهها المفقود لكنها رفضت وانصرفت ولم ألتقي بها حتى اليوم وأظنها الآن في عداد الأموات. ودموع شاب بلغني أنه مريض فذهبت لأزوره وما أن رآني حتى اجهش بالبكاء وقال لي : أنا هموت يا أحمد. فعجزت عن الكلام ماذا سأقول له والد...

دكتور أحمد عشماوي رمز من رموز الأزهر

صورة
د كتور أحمد عشماوي عالم مصري أزهري تخصص في التفسير وعلوم القرآن الكريم. اسمه بالكامل أحمد عشماوي زيدان عشماوي من مواليد قرية شبراباص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية جمهورية مصر العربية بتاريخ ١٨ مارس لسنة ١٩٧٥ م لأبوين مصريين وفي بيت علم منذ أجداده.   يمتد نسبه  لأصول تركيه قدمت أيام الفتح العثماني لمصر . نشأ في طفولته في جمهورية الجزائر العربيه أبان كان يعمل والده المرحوم الشيخ عشماوي زيدان عشماوي هناك حيث كان معارا من الأزهر الشريف ضمن بعثة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي  للتدريس في مدرسة بوسعادة الجزائرية.  ثم عاد مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية حيث كان والده معارا في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بحوطة بني تميم حيث حصل على الابتدائية.  ثم عاد إلى مصر ليلتحق بالأزهر الشريف في مراحل التعليم حتى تخرج في كلية أصول الدين والدعوة فرع المنوفية بجامعة الأزهر.  ظهر نبوغه العلمي منذ صغره فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وشهد له أساتذته بذكائه وفهمه السريع وثقافته التي كانت تسابق ثقافة المدرسين حتى تنبأوا له بمستقبل صاعد . فور تخرجه في كلية أصو...

كورونا جند الله الخفي

صورة
بقلم دكتور: أحمد عشماوي حال العالم بعد كرونا حتما سيختلف . فبعد أن عرف العالم عجزه أمام فيروس ضعيف سيتجه الغرب إلى مزيد من البحث العلمي خاصة فيما يخص الفيروسات والمصل واللقاح والطب والدواء . نعم ستتجه دول اوربا وأمريكا إلى البحث في العلم النافع لبقاء الإنسان.   وستتقلص الأطماع العسكرية إلى حد كبير فلقد أيقنوا أن الدنيا زائلة وأن الخسارة قد تكون   أكثر من المكسب   . وستنشغل كل الدول بالبناء الإقتصادي بعد هذه الهزة العنيفة التي ضربت سوق المال والأعمال . ويغلب على ظني أن أهل اوربا وأمريكا سيعيدون النظر في رؤيتهم للإسلام والمسلمين وسيعتنق كتير منهم الإسلام لتكون قوة الإسلام من عندهم . أما عندنا في الدول العربية ستكون الأمور عكسية تماما سيقل الدين في قلوب الناس وسيعتبرون الحياة مدة قليلة من الأنفاس سيتسابقون إلى التهام كل ما يستطيعون التهامه . ولا أقول ذلك من فراغ فغلق المساجد وقبوع الناس في بيوتهم كشف كثيرا من العورات الدنيئة عند الناس . نعم سيكثر الإستغلال والجشع وتهون الحرمات في عيونهم الوقحة . ومما ساعدهم على ذلك ما حدث من قبل عندهم من ثورات لم يجنوا من خلالها...

استمتع بالحياة بطاعة الله

صورة
بقلم دكتور: أحمد عشماوي الحظ من الدنيا أمر تشرئب إليه الأعناق وتصبوا إليه النفوس وهو أمر فطري ومشروع لكن الإسلام يقنن هذه الرغبة العارمة في هذه الجملة على لسان قوم قارون (وابتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما احسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) نعم إن هذا الكلام يضع قانون الكسب والإنفاق بصورة لو اتبعها الناس ما وجد فقير ولا مهموم ولا محزون على وجه الأرض لكن الأثرة والأنانية طغت على الناس فشحت نفوسهم واكتنز أكثر الناس من الحرام. وأهل الصفوة   وأصحاب البصيرة يقاومون في نفوسهم الميل إلى زخارف الدنيا واضعين نصب أعينهم قول الله تعالى (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) . ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لم يشبع من رغيف الخبز ثلاثة ايام متوالية حتى لقي ربه وكان يمر عليه ثلاثة اهلة في شهرين وما توقد في بيته نار فلم يكن في بيته شيء من لحم حتى يوقد عليه النار ليطبخه. هكذا كانت حياة سيد المرسلين وأكرم الخلق على الله . ولقد اقتلع من قلوب اصحابه جذور شجرة حب الدنيا والاثرة والأنانية لذا سادوا الدنيا وملأوا الأرض نورا...

أصالة الماضي الأخلاقية

صورة
بقلم  دكتور:  أحمد عشماوي شعار ا لماضي كان إكرام الميت دفنه أما اليوم فصارت الشماتة تطارد الميت وأهله. فبدل أن يتعاطف الناس مع المبتلى بالمرض والموت إذ بهم يلفظون كل ما هو إنساني بحجة الخوف من الإصابة والعدوى. ونسي هؤلاء أن ما يحدث ما هو إلا إبتلاء وامتحان وتمحيص ليظهر الغث من الثمين من معادن البشر . فمعادن الناس تظهر حينما الناس تعصر . ونسي هؤلاء أن الموت حق قادم لكل واحد منا لا محالة وفي القرآن الكريم( أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) وفي القرآن الكريم( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ) إننا يا ساده نتعرض لهزة أخلاقية عنيفة أظهرت الغوغاء بأقبح ما فيهم. وليس بوسعنا أن نقول أنها قلة تربية فالإنسانية لا تحتاج إلى ترانيم دينية وإنما تحتاج إلى إنسان بمعنى إنسان . لذا جاز لنا أن نرجع الخلل إلى الأصول والعراقة. فمن كانت همته دنيئة منذ جدوده هو وحده من يستغل الأزمات ليتكسب . وهو وحده من يوقع العداوة بين الناس ليتسلق . وهو وحده من يتمنى ألمصائب لغيره ليتغلب. ...