تكريم الإسلام للمرأة



بقلم د: أحمد عشماوي

لقد اوكل الله إلى الرجل صناعة السفن العملاقة والبنايات الشاهقة والصواريخ والطيارات النفاسة .... لكنه اوكل إلى المرأة أشرف صناعة ..... ألا وهي صناعة الإنسان.  لكن المرأة لم يعجبها هذا لأنها تريد أن تنطلق في بحور الهوى والحريات .  فظهرت المناداة بمساواة المرأة بالرجل . والنظرة المنطقية ترى أن المناداة بمساواة المرأة بالرجل تورط المرأة في الأعباء والأثقال . فقد خلق الله الرجل بكيفية خاصة تتناسب مع مهمته في الحياة.  وخلق الله المرأة أيضا بكيفية خاصة تتناسب مع مهمتها في الحياة  . وفي القرآن الكريم في قصة مريم عليها السلام على لسان امها امرأة عمرآن.  ( فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) فالتعبير القرآني وليس الذكر كالأنثى واضح في كون مهام الأنثى تختلف عن مهام الذكور . فالقوة البدنية عند الرجل وعمق التفكير عند الرجل وتحمل الأعباء المعيشية عند الرجل . ولن يتعرض الرجل لما تتعرض له المرأة من معاكسات ومضايقات.  أما المرأة فهي مخلوق رقيق ملمسها لين وصوتها من حيائها غير بين . وفي القرآن الكريم عنها ( أو من ينشئ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) . ومن كرامة المرأة جعلها الله مكفولة في معيشتها من أبيها  وأخيها وزوجها وعمها وخالها فإن لم يوجد فوليها من الحكام وجمهور المسلمين . ومن كرامتها أسقط الله عنها الصلاة في أيام عذرها.  ومن كرامتها أسقط الله عنها الشهادة إلا في وجود مثيلتها حتى لا يقحمها فيما يعكر صفوها في أمور لا تخصها . ولم يعاندها الشرع بالحجاب بل فرضه حفاظا لها من وصول الأذى إليها . وجعل وقارها في بيتها فالإختلاط بالرجال قد يجلب الشقاء إليها . لكن المرأة أبت هذا التكريم وصارت تطلب المساواة بالرجل دون وعي لعواقب الأمور .فكلمة المساواة تعني تساوي الطرفين فيما لهما وما عليهما.  ولو سلمنا بمساواة المرأة بالرجل لكان لزاما على المرأة أن تعمل حتى تأكل . وكان لزاما على المرأة ألا تطلب مهرا بل سيكون الزواج عبارة عن شراكة تدفع المرأة في بيت الزوج كما يدفع الزوج . بل إن معنى المساواة على فرض تنفيذ مدعاها ألا يكون لها نفقة ولا مؤخر إذا طلقت ولا نفقات عدة ولا متعة ولا أجر إرضاع ولا أي شيء من قبيل هذه الأمور  بل هي ملزمة بالنفقة على الصغار جنبا بجنب مع أبيهم . ليس هذا فحسب بل إنها ستشارك في الجندية في مواقع الجبهات القتالية مع الرجل جنبا إلى جنب . ولا شك أن كل هذا أثقال  لا تتحمله بل إنه سيجني على رقتها وأنوثتها وسيتعارض مع المهمة المنوطةبها .  يا ساده إننا نجهل حكمة الله لذا كان كما قال الله( وكان الإنسان اكثر شيء جدلا ) . إن الله جل في علاه متنزه عن أن يكون ظالما لبعض خلقه ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة )  ولعلمه أن البعض لن يرضى قال ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) . وهو أحكم الحاكمين ميز الرجال بدرجة حتى لا تنهار القيم لذا قال سبحانه وتعالى( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ) نعم إنها درجة من عند الله حتى ولو كانت المرأة هي ذات المال وهي التي تنفق ... ذلك لأن الرجل يحميها من شر نفسها ويحميها من شر الذئاب من حولها لذلك استحق الرجل هذه الدرجة زيادة في التكليف لا زيادة في التشريف.  يا ساده إن التي تنادي بالمساواة بالرجل مثلها كحاطب ليل يحمل العيدان فوق ظهره وقد يكون فيها جملة من الأفاعي.  لكن المشكل أنها اجندات تأتي من الخارج تقصد إلى خلق صراع بين الرجل والمرأة من شأنه أن يشغل المسلمين عن أعدائهم ويشغلهم عن أسباب التقدم والازدهار. والدليل على ذلك أن المرأة لا تذكر من أمر المساواة إلا ما يتماشى مع هواها حتى تظل على طول الخط غير غارمة وغير مسؤولة.  وفي القرآن الكريم( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض وما فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ) . إننا نعيش في أخطر حالات  الإنكسار  حينما تنكسر الرجال على أيدي النساء . ... نعم يا ساده لقد وقعنا في الفخ .  ...... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دكتور أحمد عشماوي رمز من رموز الأزهر

الأصل في الزواج عدم التعدد

تكريم الإسلام للأم لآخر الزمان