ما عند الله باق


بقلم د: أحمد عشماوي

الناس إما طالب وإما مطلوب . ومحصلة الطالب كمحصلة المطلوب كلاهما فقير وكلاهما ضعيف وفي القرآن الكريم(ضعف الطالب والمطلوب ) . إننا نلهث بشدة خلف من لا يحتاجوننا ونبحث عن قيمتنا في أعينهم بينما الأصح أن نبحث عن قيمتنا في أعين  من يبحثون عنا. فقيمتنا في الحياة تكون في مدى التأثير في الآخرين ونجاحنا الحقيقي في كسب القلوب التي تسعنا.  إننا نخرج إلى عالم مكتظ بجميع أنواع البشر وهنا نبحث عن حظنا ونصيبنا بين البشر . وغلق الأبواب في الوجوه حتما ليست النهاية بل ربما هي أحسن سبل البداية.  فقصد المخلوق دون الخالق عين المنقصة والمذلة.  فأبواب المخلوق شحيحة تعطي قليلا وتتمنن كثيرا.  والسعيد من يستفيق عند إغلاق الأبواب في وجهه ليستعيد أدراجه إلى باب الله فهو الأوسع والأكرم.  وفي القرآن الكريم( ما عندكم ينفد وما عند الله باق) . ومن يعرف هذا يعرف معنى القدرة الإلهية التي تقول للشيء كن فيكون . ومن يعرف هذا يتذوق طعم العزة التي اعز الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.  وفي القرآن الكريم( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) . وعلى هذا فلا يليق بأحد يؤمن بالله مسبب الأسباب ومجري السحاب أن يضع من قدر نفسه أمام من يملك ظاهرا بينما هو في الحقيقة لا يملك . فالجمال يزول والمال يفنى والمنصب والسلطان لا يبقى . وفي القرآن الكريم(كل من عليها فان ) ولما كانت مظاهر الحياة الدنيا إلى زوال عبر الله بما يبقى للناس وما هو أفيد إلى الناس فكانت التكملة(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) نعم لم يقل ذو الجمال والإكرام وإنما قال ذو الجلال والإكرام لأن الجمال قد يختلف في التقدير لكن الجلال هو الأنفع لكل من يريد عزة العزيز . ثم يأتي الإكرام زيادة في التشريف ليبقى عطاء الله هو العطاء وما عداه شيء بئيس.  وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم(اطلبوا الحاجات بعز الأنفس فإن الأمور تجري بمقادير الله ) .  مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دكتور أحمد عشماوي رمز من رموز الأزهر

الأصل في الزواج عدم التعدد

تكريم الإسلام للأم لآخر الزمان