المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢١

تطرف المشاعر

صورة
بقلم د. أحمد عشماوي  حينما نحب نحب بعنف . وحينما نكره نكره بعنف .  إننا نطلق العنان لمشاعرنا فننحي عقولنا عن ساحة المشهد تماما و لا نفكر في عواقب الأمور . ولا ندرس الأبعاد.  إننا ننجرف كغصن انجرف به السيل من علوه دون أدنى تشبس بشيء يحمينا ودون أن تكون لنا مكابح عكسية تسير عكس الإتجاه أو توقف الإنزلاق اللا إرادي. إننا نعطل عمل العقل ونعطه أجازة مفتوحة لنركن إلى القلب الذي نظن فيه الهدى والراحة . وفي كل الأحوال تزداد سرعة دقات القلب في الفرح الزائد وفي الحزن الزائد . وقد ترتعش اليدان وتحمر الوجنتان ولا تثبت القدمان.  فنحن لا نصدق انفسنا من روعة الفرحة إذا حلت ولا نصدق انفسنا من هول وفظاعة الصدمة إذا حلت . وفي كل الأحوال نحن في خطر . فالإفراط في الفرح والضحك يميت والإفراط في الحزن والكآبة يميت.  ولا عجب في الخطاب الرباني في قوله تعالى(وأنه هو أضحك وأبكى.  وأنه هو أمات وأحيا) فترتيب النظم ليس عبثا فالضحك هو الحالة الأولية والبكاء هو النهاية اللا إرادية.  والموت هو الزوال والفوات والإنعدام لكنه ليس النهاية بل هو البداية للحياة  . فالتقابل في النظم القر...

الشبيه

صورة
بقلم د : أحمد عشماوي  الأخ كلمة تعني الشبيه والمثيل والتطابق التام في الأصول والصفات . والأخت كذلك ليست بمنأى عن ذلك.  بل هي تزيد بالحنان والتكريم والرفق فوق كل ذلك.  وعلى ذلك فالأخ شبيه لأخيه في الخصائص والمقام وإن اختلفت الأشباه والمسميات . وكذلك الأخت شبيهة لأخيها حتى مع اختلاف  نوع الذكورة والأنوثة.  ومنه قوله تعالى في قصة مريم عليها السلام  على لسان قومها لها ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرىء سوء وما كانت أمك بغيا ) فهارون لم يكن أخا لمريم عليها السلام وإنما كان اخا لموسى عليه السلام سبقها بنحو الف عام لكنهم قصدوا من كلمة اخت هارون أنها شبيهة هارون في حلمه وورعه وتقواه..  وفي واقع الحياة نجد أن المحظوظين من البشر من أسعدهم الله بإخوة يشدون من أزرهم ويتساهمون في مواجهة صعاب أمور حياتهم وفي تعبير القرآن الكريم( واجعل لي وزيرا من أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري وأشركه في أمري . كي نسبحك كثيرا.  ونذكرك كثيرا.  إنك كنت بنا بصيرا.  ) وكانت إجابة آلله له في موضع آخر  في لفظ دقيق ( قال سنشد عضدك بأخيك) . وهذا كناية عن القوة الحقيقية تكم...

الكنز الحقيقي

صورة
بقلم : د. أحمد عشماوي الكنوز عند السطحيين تنحصر في الذهب والمجوهرات والأموال.  بينما الكنوز الحقيقية تكمن في وجود إنسان عزيز علينا . فما قيمة المال بجانب إنسان يتعلق بنا ونتعلق به  . إن الذهب لن ينطق بما نحتاجه من رفع الهامات وجمال المعنويات.  وإن الجواهر لا تضيف لنا قيمة بل قيمتنا في اكتسابنا لإنسان عزيز يطوف قلبه بنا ويطوف قلبنا به . يملاء لنا الحياة أنسا وعزا وجاها وعونا في السراء والضراء فلا تحلو الحياة إلا به . إن الحياة قصيرة والمغانم فيها زهيدة والفائز فيها هو من يملك القلوب لا من يملك الأموال والكنوز  فالمال عرض زائل لا يصنع الإنسان ولا يضيف إليه . فما كان الأب والأم في حياة الإنسان إلا عطاء دون مقابل وظهيرا من كل خطر حائل . لذا كان الشكر لهما بعد الله أمر واجب .وفي القرآن الكريم  (أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير ) .     وما كانت الزوجة في حياة الإنسان إلا لتكون له عزا حتى وإن ذل بين الناس.  ولتكون له سندا حتى ولو تخلى عنه الناس  . ومن هنا كانت هي السكن اي ما تسكن عند رؤياها عنه كل  الإضرابات وتسكت عنه عندها كل الأوجاع وتنهزم...

قفص الزوجية

صورة
بقلم د. أحمد عشماوي قفص الزوجية لا يجري عليه ما يجري  على غيره من أقفاص الحبس والعزل والسجن والمهانة. ليس الدخول فيه بالإكراه ولا على بابه حارس أو سجان.   بل هو سياج من ذهب من غير أسياخ حديدية ولا أكبال في الأيدي ولا أغلال في الأعناق ولا قيود في الأرجل.  وإنما هو أسر لطرفين  من غير إكراه ولا إنزال من القدر أو الكرامة  .  جمع الله بينهما بتقديره وأحاط بينهما بتدبيره. وسقف هذا القفص هو ظل الرجل . .... وقديما قالوا( ظل الرجل ولا ظل الحائط ) والحائط هو البستان وليس الجدار كما يفهم بعض الناس . ومعنى ذلك أن وجود المرأة في كنف الزوجية تحت ظل سقف الزوج خير لها من بساتين الدنيا. فحماية الرجل لزوجته تعدل قوة جيش بالكامل مرابط ليل نهار في حماية زوجته.  فهو يحميها من نفسها أولا فشر ما يبتلى فيه الإنسان أن يكله الله إلى نفسه فيتيه في عالم الحيرة والتشرد لينتهي كل ذلك بنهاية مؤلمة من الإكتئاب والأمراض النفسية.  ثم هو يحميها من العوذ والفاقة فكسرة خبز بملح مع زوجها خير لها من سؤال الذئاب التي لا تعطي إلا بمقابل يصل في أكثر الأحيان إلى نهش جسدها.  ثم هو...