الإنسان يشقى بطيبته
بقلم :دكتور أحمد عشماوي النقاء والطيبة ليست بالضرورة مصدر الراحة والسلامة . بل على العكس فقد يشقى الإنسان بطيبته ونقاءه . فحسن الظن بالناس في هذه الأيام محض مراهنة على جواد خاسر .وإطلاع الآخرين على ما تفكر فيه هو عين التهلكة . وأمن الناس لشرك لمعرفتهم حدود غضبك تجعل المهابة في مهب الريح . لقد باتت الدنيا أكثر وحشية لدرجة أن الطيبة أصبحت ذنبا يكبد الإنسان ضياع كل شيء من حوله . والعجب أن أهل النقاء والصفاء والطيبة لا يمكن تحويلهم ولا تعديل منهجهم او تصرفاتهم . لقد خلقوا كذلك ويموتون على ذلك . وما ذلك إلا لأنهم استجمعوا في بواطنهم المنحة العظيمة من نور الله . فتاج رؤسهم الود والحب والإيثار والعطاء أينما حلوا أو ارتحلوا .ورغم حظوظهم العاثرة وخيبة أملهم فيما غرسوا ونكران الغير لهم إلا أنهم لا يضيقون كما ضاق غيرهم بل إنهم إذا اشتد عليهم العصر ما زادهم إلا نقاء وجمالا . وعلى هذا ليس بالضرورة أن تكون الابتلاءات نتيجة للذنوب والمعاصي بل إنها في الواقع هي فاتورة سلامة القلب من اللؤم والغدر والخداع . فالله لم يوجه الابتلاء لأصحاب القلوب المظلمة . إنما قاله فقط لأصحاب معيته...