المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢١

الإنسان يشقى بطيبته

صورة
بقلم :دكتور أحمد عشماوي النقاء والطيبة ليست بالضرورة مصدر الراحة والسلامة . بل على العكس فقد يشقى الإنسان بطيبته ونقاءه . فحسن الظن بالناس في هذه الأيام محض مراهنة على جواد خاسر .وإطلاع الآخرين على ما تفكر فيه هو عين التهلكة . وأمن الناس لشرك لمعرفتهم حدود غضبك تجعل المهابة في مهب الريح . لقد باتت الدنيا أكثر وحشية لدرجة أن الطيبة أصبحت ذنبا يكبد الإنسان ضياع كل شيء من حوله . والعجب أن أهل النقاء والصفاء والطيبة لا يمكن تحويلهم ولا تعديل منهجهم او تصرفاتهم . لقد خلقوا كذلك ويموتون على ذلك . وما ذلك إلا لأنهم استجمعوا في بواطنهم المنحة العظيمة من نور الله . فتاج رؤسهم الود والحب والإيثار والعطاء أينما حلوا  أو  ارتحلوا .ورغم حظوظهم العاثرة وخيبة أملهم فيما غرسوا ونكران الغير لهم إلا أنهم لا يضيقون كما ضاق غيرهم بل إنهم إذا اشتد عليهم العصر ما زادهم إلا نقاء وجمالا .    وعلى هذا ليس بالضرورة أن تكون الابتلاءات نتيجة للذنوب والمعاصي بل إنها في الواقع هي فاتورة سلامة القلب من اللؤم والغدر والخداع . فالله لم يوجه الابتلاء لأصحاب القلوب المظلمة . إنما قاله فقط لأصحاب معيته...

كون ليس له شواطيء

صورة
دكتور أحمد عشماوي الماضي السحيق هو مجرد أزمنة متراكمة يصعب على البشر  عدها أو التكهن ببدايتها . فشهادة الإنسان تقتصر على الحقبة الزمنية التي عاشها أو ما علمها علم اليقين أو ظنها ظنا يشبه اليقين.  والإنسان عاجز تماما عن أن يكشف غمار الماضي السحيق . بل إن منتهى ما توصل إليه هو تحليل الكربون الذي اكتشف به عمر الحفريات على نحو الظن والتقريب . وإن أكثر ما توصل إليه من زمن يقدر بنحو خمس ملايين من السنوات . بيد أن علماء الرسالات السماوية يربطون الزمان بهبوط آدم عليه السلام إلى الأرض . ولا يتحدثون عن ما قبل ذلك . وما ذكروه محير وضئيل للغاية  لا يتناسب مع كم البشر الهائل . ولا يتناسب مع كثرة القارات والبلاد واختلاف ألسنة وألوان العباد . فبيننا وبين المسيح عيسي عليه السلام يتخطى ألفين سنة بقليل . وبين عيسى وموسى عليهما السلام ألف سنة . وبين موسى ويوسف عليهما السلام  نحو الألف سنة كذلك . ويوسف هو حفيد إسحاق وإسحاق هو ابن إبراهيم عليهم السلام . وزمن إبراهيم عليه السلام ليس بعيدا عن زمن نوح عليه السلام.  ونوح عليه السلام هو صاحب الهبوط الثاني على الأرض بعد إغراق الله الأرض ب...

خطأ بسيط تسبب في محنة للحكومة البريطانية

صورة
  بقلم د:أحمد عشماوي في عام ١٩٧٥  أذاعت إذاعة البي بي سي في لندن خبرا مفاده : ( ضبط زوجة السفير المصري متلبسة بجريمة سرقة من مول شهير بالعاصمة البريطانية لندن ) ولسوء حظ إذاعة البي بي سي أن السفير المصري وقتها كان الفريق سعد الدين الشاذلي الجنرال الذي أقعده السادات عن العسكرية وأجلسه في المناصب الدبلوماسية.  وبمجرد أن سمع الفريق سعد الدين الشاذلي هذا الخبر المهين الذي يطال زوجته وهي منه براء استنفر للغاية وأرسل إلى الرئيس السادات في القاهرة لأخذ علمه بما جرى ليسمح له برفع قضية على إذاعة البي بي سي لكن السادات لم يكن على وفاق مع الشاجلي فلم يعره اهتماما.  فتحرك الشاذلي بنفسه وأخطر الحكومة البريطانية فرصة تصالحية بتكذيب الخبر عن طريق إذاعة البي بي سي نفسها وتعويضه مائة ألف جنيه استرليني.   وبتحري الحكومة البريطانية عن القضية اتضح لها أن التي قامت بالسرقة زوجة دبلوماسي مصري سابق يعيش في لندن يحمل درجة سفير . والذي أخطأت فيه إذاعة البي بي سي أنها قالت زوجة السفير المصري هكذا بألف ولام التعريف التي تفيد التخصيص والعلمية وكان عليها أن تقول : زوجة سفير مصري ..فحرف...

فسخ الخطوبة و حضانة الطفل

صورة
هل الشبكة من حق العروسة عند فسخ الخطوبة؟  حضانة الأطفال في حال الطلاق من حق من؟  قال الدكتور أحمد عشماوي زيدان، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، أن كونه يعتبر أن الشبكة هدية، هذا من أكل أموال الناس بالباطل لأن الشبكة بالذات تعارف عليها المجتمعات أنها جزء من المهر، ويجب إعادتها عند فسخ الخطبة، ثم أنه خلط بين الهدية للمخطوبة والهبة، وهذا ما أوقعه في هذه النقطة، ووأضح أن انحياز الهلالي لتسليم الرجال للنساء مطلب خاص من المجلس القومي للمرأة. أنه قرأ رد الدكتور سعد الدين الهلالي على مشروع قانون الوفد للأحوال الشخصية، فبدى له الدكتور الهلالي كطرف وخصم، وليس كعالم أزهري محايد، خاصة أن الهلالي نقض كل ما تقدم وأبقى ما أقره القانون من “مكتسبات للمرأة” دون أن يأتي برأي وسط أو يقدم حلا للمشكلة أو يأمر بالبر والتقوى، وإنما كان كل كلامه يصب في التعاون على الإثم والعدوان. وأشار “عشماوي” فى بيان حصلت المال على نسخة منه، إلى أن ما ذكره الهلالي من مذاهب فقهية في الهدايا المقدمة للمخطوبة انتقاء لما يحلو له، ولم يذكر قول الإمام مالك من استبيان ما إن كان سبب الفسخ من طرف معين، فلا يجمع بين...

لا تكن ظهيرا للظالمين

صورة
دكتور أحمد عشماوي قصدني احد الأصدقاء لأتوسط له عند رئيسه الذي دأب على أن يضطهده في العمل . وعلى الفور لبيت له حاجته وذهبت إلى رئيسه في مكتبه واستقبلني بوجهه البشوش دون ان يعرف سبب زيارتي المفاجئة . لكنني كنت مغضبا متجهما وأغلظت له الكلام ووجهت له الإتهامات وحكمت بظلمه واستبداده وذكرته بوعيد الله للظالمين . هكذا والرجل ساكت لا يتكلم رغم أنه يكبرني بربع قرن من الزمان . وفي النهاية أفرغت له ما في جعبتي من مطالب وفرامانات واجبة التنفيذ . هنا ابتسم الرجل وقال : يؤسفني أنك حكمت  دون أن تتحقق . فقلت له لكن صديقي بكى بكاء مرا وأقسم على ما ادعاه وأظنه لا يكذب في ذلك . فقال لي : القرآن الكريم وحده هو الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) والرسول صلى الله عليه وسلم هو الصادق المصدوق لا يصدر عنه إلا الصدق عصمه الله من الكذب . وأما ما يصدر من البشر فهي أخبار تحتمل الصدق وتحتمل الكذب . فكان أولى بك يا دكتور أن تتثبت قبل أن تتعاطف تجاه أحد وتحكم مسبقا . ألم يقل الله سبحانه وتعالى (فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .  هنا استشعرت الحرج بعد أن أطلق الرجل رصا...