المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢١

تكريم الإسلام للأم لآخر الزمان

صورة
بقلم د : أحمد عشماوي عيد الأم يوم متعارف عليه عالميا للفت الأنظار المنشغلة إلى ما قدمته الأم من عطاءات . والحق أن الإسلام لا يختذل عيد الأم في يوم واحد في السنة بل إنه يعتبر كل أيام الأم أعيادا لها . وذلك حق أصيل لها فهي تجني ما قدمت من غراسها . فالمجتمع كله خرج من رحم الأم وبدون أم لا مجتمع ولا إنسان ولا حياة . وفي لفتة كريمة من القرآن الكريم إلى بيان فضلها ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا )نعم إن عطاءات الأم والأب في جانب أولادها كثيرة وكثيرة لكن الإنسان لا يدرك إلا ما رآه وأحسه لذا كان هذا التذكير الإلهي بما لم يره الإنسان وبما لم يحسه وهي تلك الفترة التي كان فيها بين أحشائها يتقلب في بطنها خلقا من بعد خلق وفي القرآن الكريم(مالكم لا ترجون لله وقارا . وقد خلقكم أطوارا) وفي كل تطور للجنين تمغص بطن أمه ويثقل تعبها يوما بعد يوم . ثم تتعرض في الولادة لحالة من التعب الذي يشبه في ألمه الموت البطيء . بل إن كثيرا من الأمهات متن وهن يلدن او من حمى الولادة التي تنتج عن إجهادهن أثناء الولادة.  ثم بعد الولادة تسهر الوالدة على ولدها فلا تنام ...

الحكم بالأفضل يؤلف القلوب

صورة
بقلم د : أحمد عشماوي اختصما رجلان عند سيدنا داود عليه السلام أحدهما صاحب زرع والآخر صاحب غنم . فشكى صاحب الزرع أن غنم الآخر رعت زرعه ليلا فأكلته حتى أفنته عن آخره . فحكم داود عليه السلام لصاحب الزرع أن يأخذ الغنم لنفسه فثمنها هو نفس ثمن الزرع المأكول . لكن سليمان عليه السلام كان حاضرا الموقف ولم يزل صبيا آنذاك ... فاستأذن في الكلام وقال : لكني أرى غير ذلك .... أرى أن تدفع الغنم لصاحب الزرع فينتفع بألبانها وأصوافها وتدفع الأرض إلى صاحب الغنم فيصلحها ويعيد زراعتها حتى إذا أعاد ما كان فيها من زرع ترادا فيأخذ صاحب الزرع زرعه ويأخذ صاحب الغنم غنمه . فمدح الله جل في علاه حكم سليمان وقال : (ففهمناها سليمان ) وأورد القصة في قوله تعالى في سورة الأنبياء( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين . ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ) ورغم أن الله مدح حكم سليمان وارتضاه إلا إن ذلك لا يقدح في قدر داود عليه السلام فليس في الموضوع أن الأصغر وفق عن الأكبر ولا في الموضوع أن الإبن أتى بما لم يأت به الأب . فالله سبحانه عقب بهذه الجملة دفعا لما يجول بخاطر البعض من جعل...

المرأة عدوة المرأة

صورة
بقلم د: أحمد عشماوي المرأة لم تكن عدوة للرجل وإنما هي عدوة لمرأة مثلها . فصراع المرأة مع الرجل في الغالب أتى بسبب وجود امرأة أخرى في حياته . فوجود امرأة أخرى في حياته أمر مستلزم إما من باب تنفيذ ما أمر الله ببرها كأمه أو بصلتها كأخته وإما من باب تطلعه إلى ما يرضي بها نفسه لتسكين غرائزة. والزوحة في الغالب لا تقبل ذلك فمن طباعها الأنانية والتسلط. والرجل حيال استنفار زوجته إما أن يخنع لها ويطيعها في قطيعة أمه وأخته فتهون في عينه كل الروابط المقدسة ولا يبالي حتى إنه قد يرمي امه في الطرقات أو دور المسنين . ومن ناحية اخرى سيظل قابعا في محرابها لا يرى غيرها ولن يسمع لغيرها. وإما أن يستأسد فيقف صخرة قوية لا تتفتت بمعاول زوجته وهنا تأتي الطامة الكبرى على هذا المسكين لانه لا يعلم أن الزوجة في هذه الأيام لم تعد أسلحتها قاصرة على كيدها فقط بل هي مدرعة بجميع الأسلحة القانونية التي من خلالها تستطيع الإستيلاء على مسكنه وامواله وحرمانه من أولاده والزج به في غياهب السجون لكثرة القضايا والثغرات التي من خلالها تستطيع الزوجة أن تنصب بها الفخاخ لزوجها. بل إنها تملك أن تحول الزوج المستقيم الصالح في ...

العقل هبه من الله

صورة
العقل هو هبة الله للانسان به كرم آدم وذريته إذ به يتفحص ويتمحص . ويعرف به ما يصلح ومالا يصلح ويعرف به ما يضر ومالا يضر . فالعقل كما قالوا من قديم الزمان (زينه) من أجل ذلك توج الله به الانسان فجعل محله في أعلى الدماغ ليس فوقه شيء وليس له نظير غيره في إصدار قرارات الإنسان فهو حر طليق يختار كيفما شاء دون إجبار أو تقييد . ويتميز عقل الإنسان بأنه عقل متنامي يصول ويجول ولا يهدأ حتى يحل المعضلات ويفك أسرار الشفرات بل وينهي حيرة الناس في الطلسمات . أما غير البشر فعقولهم ثابته عند حد معين من المعلومات لا تزيد عن تلبية الحاجه من الغرائز والدفاع عن النفس . وهذا يدل على مسئولية العقل عند الناس باعتبارهم منحوا مالم يمنح غيرهم . وفوق كل ذلك كفل الشرع للعقل البشري حرية الرأي والاعتقاد في كل شيء حتى في الذات العليه . والله جل جلاله لايرضى جبرًا لعقل على توحيده وتقديسه .ومن ثم كفل الحرية في كثير من آيات القران منها (لا إكراه في الدين) ومنها قوله (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) . فالحرية مكفولة في الإسلام للعقل .فلا تجوز مقاتلة أحد لأنه خالف المسلمين في اعتقادهم ولا توجد آيه واحده...