اربعة و عشرين قيراط
بقلم د : أحمد عشماوي
نظرية ال٢٤ قيراط نظرية يشوبها القصور لمخالفتها الواقع والمنطق السليم بالإضافة إلي انها على خلاف مقاصد الشرع الحكيم . وما قاله البعض من أن التعويض يكون في بعض الأمور جبرا لما فات الإنسان من جوانب كله مجرد كلام هدفه تصبير الناس وترضيتهم في دينهم . ومن ينظر إلى واقع الحياة يجد الناس أنواعا والوانا: فمنهم من استجمعت له كل متع الدنيا .... نعم كل المتع فحازوا البنية السليمة في أجسامهم والصحة الوافرة مع طول أعمارهم إضافة إلى الجاه والحسب والنسب والمال الوفير والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والمركوبات والأنعام والحرث . وهذا الصنف موجود في كل قرية ومدينة وقطر . لكنه في الحقيقة يوجد بنسبة غير كثيرة بالمرة . وهناك نوع أخر لو حاز الصحة لا يحوز المال . ولو حاز المال لا يحوز الصحة . ودائما ما يشوبه العوز والنقصان. وهذا الصنف أكثر ما يكون عليه البشر . وهناك نوع أخر وهو المعدم حياته كعدمها وهذا الصنف ليس بالقليل أيضا فمنه من الأشل المفلس المقعد. ومنه الأصم والأبكم. ومنه فاقد العقل والأهلية ومنه قليل الحظ خائب الرجاء. ومنه .... ومنه ... كثيرا من الصور المأساوية والقصص المبكية. وعلى هذا فليس لنا أن نقول أن مجموع هؤلاء يساوي مجموع هؤلاء. فلا منطق يقبل هذا ولا عقل يستوعبه. والحق أن القرآن الكريم نفسه قد صال وجال في هذه القضية مرارا وتكرارا من حيث لا نشعر ففي القرآن الكريم( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ) وفي القرآن الكريم( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) وفي القرآن الكريم( وأنه هو أضحك وأبكى ) وفي القرآن الكريم( وأنه هو أغنى وأقنى) وفي القرآن الكريم( مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون) حتى في حق الأنبياء أنفسهم( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) . وغير ذلك من نور القرآن الكريم. لكن مع إقرار القرآن الكريم بقانون الفروق الفردية انزل قانونا فيه بلسم الشفاء والترضية قال فيه ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ) نعم يا ساده من ينظر إلى المفضلين في الدنيا يصيبه الشلل الفكري والمرض النقسي لكن أهل البصيرة يعلمون أن الدنيا ما هي إلا ممر للأخرة وانها سرعان ما تزول وتبقى الآخرة هي خير العوض وفي القرآن الكريم مخاطبا سيد المرسلين( وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى ) وحياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انموذجا لمن جاع وفقد ولمن ظلم من البشر وصبر على غدر البشر لكنه بيقينه بالله كانت له حساباته فوق حسابات البشر وفي حديث نبي الرحمة صلى الله عليه( إنكم ستلقون من بعدي أثرة... اي أقواما يأخذون لأنفسهم ولا يعطون لغيرهم يستأثرون بكل شيء ..... فاصبروا حتى تلفوني على الحوض ) وفي القرآن الكريم على لسان لقمان الحكيم ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) وبعد ذلك يأتي يوم لا تظلم فيه نفس مثقال ذرة قال الله فيه ( وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) . صدق الله العظيم . فلنقل فقط :الحمد لله (له الحمد في الأولى والأخرة وله الحكم وإليه ترجعون ) . ... اللهم رضنا بقضائك وارض عنا في الدنيا ويوم تبعث عبادك . .... مع تحياتي دكتور أحمد عشماوي.
تعليقات
إرسال تعليق