المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢١

العمر الافتراضي

صورة
بقلم د : أحمد عشماوي   العمر الإفتراضي هو التقدير البشري لمدة صلاحية الشيء . وهو وإن كان يعتمد على دراسات علمية لكن تظل ساعة النهاية تحديدا مجهولة . ذلك لأن النهايات دائما غامضة ولا مفهوم لها . يقاس على ذلك عمر الإنسان فلا قاعدة تقنن له ولا حدود تحدد له . والواقع شاهد على ذلك فيطول عمر المريض بغير صحة  ويموت الصحيح بغير مرض او علة . وفي كل الأحوال يموت الصغير والكبير لا استثناء لأحد في ذلك ولا ينفع في ذلك شفاعة أو خلة . لكن البشر دائما يتكلمون عن الأسباب دون النظر إلى الأعمار المقدرة . فيقولون مات هذا في حادث ومات ذاك في مرض وكأنهم لم يقرأوا( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ) . نعم يا ساده إنه الغموض بعينه لا أحد يستطيع أن يفك شفرته أو أن يتهجى في طلسمته . فتبقى أعمارنا هي الأزمنة القليلة التي نعيشها وهي مدة الصلاحية المسموحة لنا في الحياة القصيرة . وعند النهاية نستذكر البداية ونرى العمر كله كلمح خاطف تخبطنا فيه تخبط السكارى . وكأننا جئنا من عالم مجهول ونعيش حاليا في عالم مجهول وسننتقل عما قريب إلى عالم مجهول لتظل الحقيقة غائبة معتمة فينكسر الغرور العلمي أمام المجهول.  إ...

رحلة الموت

صورة
بقلم دكتور: أحمد عشماوي  الموت هو النومة الأبدية التي تتوقف فيها كل أعضاء الجسم عن العمل . فهو اللا عودة والإنتقال من حال الحراك إلى حال السكون الدائم . فالقلب فشل في ضخ الدماء فأعلن إفلاسه التام . والعقل صفر رصيده من المعلومات فلم يعد يقرأ أي شيء . وانهزم الجسم تماما حتى أنه تغير اسمه من الجسم  إلى الجسد . كل شيء توقف تماما رغم المحاولات المضنية من الأطباء والأقارب في استعادة الحياة لهذا الجسد الميت . وتغير كل شيء فحلت البرودة مكان الحرارة وتداعت البكتيريا والعفن إلى وجبتها الجديدة الدسمة . ويقف الأهل متحشرجين في أحزانهم حتى من كان يراه سيئا ويتمنى موته يصاب بوجع وربكة يتمنى عودته إلى الدنيا مرة أخرى لكن ذلك لن يحدث . فكل شيء خرج عن السيطرة تماما . حتى إن الإسم نفسه قد سلب منه وصاروا ينادونه بالحالة أو الجثه . حتى إن ثلاجة الموتى لن تحتفظ به كثيرا وستلفظه لتفسح المكان لغيره . وأما الأهل فلن يفلحوا في استبقائه في البيت اكثر من ساعات معدودة.  وماذا سيفيد الإبقاء وميتهم لن يأكل ولن يشرب ولن يتداوى لقد تعطل كل شيء عنده تماما . بل إن الإبقاء على ميتهم سيجلب لهم متاعب في رؤية ...

ذكرى في سرادق العزاء

صورة
  بقلم د : أحمد عشماوي دخلت مع مجموعة من الزملاء إلى سرادق لتأدية واجب العزاء في فقيد لقريتي . وكنا وقتها حديثي التخرج قليلي الخبرة . كنا عاطلين لا عمل ولا حرفة . وكان الزملاء يعتلون المنابر ولهم كيان وشهرة . أما أنا فكنت قليل الحيلة خائب الرجاء . كان الخجل يمتلكني وكانت الدموية تعلو بشرتي البيضاء درجة ان البعض يرى خجلي كخجل الفتيات . لقد كانت مواجهة الناس والجلوس في الحشود الكبيرة من الأمور الجلل التي تتسارع فيها دقات قلبي وترتعش لها يداي النحيلتان . فأدخلنا الناس في السرادق قريبا من قراء القرآن الكريم.  وجلسنا نستمع للقاريء وسرعان ما أنهى القاريء بصدق الله العظيم . ليتوجه إلينا أحدهم يقول :فليتفضل احدكم بإلقاء كلمة . وكان من الأدب أن يعرض بعضنا على بعض وكنت بالطبع خارج باب المنافسة فرفضت تماما الكلمة بعد ما أصابني الذعر خوفا من أن يجمعوا أمرهم على أن أكون أنا المتحدث . كانت لحظات عصيبة مرت على خير بعد ما قام أحدنا ليتحدث وكان اكثرنا  جرأة وبلاغة وعلما . فتكلم فأجاد وأفاض حديثا عن ألم الموت وعذاب القبر  . وبعد أن انتهى من  كلمته ناداه أحد عظماء القرية بصوت عال ...