المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

كسب القلوب أهم من المال

صورة
بقلم د : أحمد عشماوي دخل مجموعة من الأصدقاء مطعما بعد أن اجهدهم الجوع في طريقهم . فأكلوا وأكلوا كثيرا كثيرا . وحان وقت الحساب.  لقد أحس الجميع بالحرج الشديد . فمن يدفع عن من ؟ ومن يحاسب عن من ؟ وأخذ واحد  منهم يتعلل بغسل يده  وأخذ الثاني يغطي وجهه بمنديل وكأنه يمسح عن وجهه . وأخذ الثالث يضرب في كل جيوب ملابسه ولا يكاد يخرج معه إلا اوراق بيضاء . وهكذا دواليك كان الكل في حيرة تامة وحرج شديد ووقع الكل في حيص بيص  . بينما قام أحدهم بكل إقدام وشجاعة وذهب إلى محاسب المطعم وطلب منه الفاتورة.  فأخرج له القاتورة بمبلغ وقدره ..  لكن صديقهم الشجاع لم يتردد في دفع المبلغ كاملا وقال لأصدقائه انا صاحب العزومة وانا أحق بدفع مصاريفها.  هنا انفرجت اسراير وجوه الأصدقاء وارتسمت الإبتسامات العريضة على  وجوههم وانصرفوا عائدين إلى بيوتهم . لكن واحدا منهم همس في أذن صديقهم الشجاع الذي غرم وحده وقال له : ما ذنبك في كل هذا لقد تكبدت وغرمت لقوم تنقصهم معاني الشهامة  أظنك خسرت كثيرا؟  فقال له صديقه : نعم لقد خسرت مالي لكني كسبت قلوبهم . هكذا تكون المكاسب بعيد...

اربعة و عشرين قيراط

صورة
بقلم د : أحمد عشماوي نظرية ال٢٤ قيراط نظرية يشوبها القصور لمخالفتها الواقع والمنطق السليم بالإضافة إلي انها على خلاف مقاصد الشرع الحكيم . وما قاله البعض من أن التعويض يكون في بعض الأمور جبرا لما فات الإنسان من جوانب كله مجرد كلام هدفه تصبير الناس وترضيتهم في دينهم . ومن ينظر إلى واقع الحياة يجد الناس أنواعا والوانا: فمنهم من استجمعت له كل متع الدنيا .... نعم كل المتع فحازوا البنية السليمة في أجسامهم والصحة الوافرة مع طول أعمارهم إضافة إلى الجاه والحسب والنسب والمال الوفير والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والمركوبات والأنعام والحرث . وهذا الصنف موجود في كل قرية ومدينة وقطر . لكنه في الحقيقة يوجد بنسبة غير كثيرة بالمرة . وهناك نوع أخر لو حاز الصحة لا يحوز المال . ولو حاز المال لا يحوز الصحة . ودائما ما يشوبه العوز والنقصان.  وهذا الصنف أكثر ما يكون عليه البشر . وهناك نوع أخر وهو المعدم حياته كعدمها وهذا الصنف  ليس بالقليل أيضا فمنه من الأشل المفلس المقعد.  ومنه الأصم والأبكم.  ومنه فاقد العقل والأهلية ومنه قليل الحظ خائب الرجاء.  ومنه .... ومنه ...  ك...

دنيا بلا دين

صورة
بقلم د: أحمد عشماوي على افتراض أن الأنبياء لم يبعثوا ولم يرسلوا وعلى فرض أنه لا إله وعلى فرض أنه لا قيامة ولا آخرة وعلى فرض أن الكتب التي جاء بها الأنبياء لا تعدوا أن تكون اختراعا من عند انفسهم وأنهم ليسوا إلا مصلحين اجتماعيين لكان خير ما اخترعه إنسان على وجه الأرض.  فلو تخيلنا ولو لحظات أن الناس لا يسمعون أصلا  عن الله ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يعترفون بشرع الله لكان الخطب عظيما في انتهاك حرمات كل الناس . وعلى هذا فستكون جرائم الزنا والسرقة والقتل من لوازم وضروريات الحياة.  ولا عجب في ذلك فما بالنا بقوم أمنوا العقاب فأساءوا الأدب.  وما بالنا بقوم يعتبرون الحياة الدنيا هي كل الحياة وليس بعدها حياة . وما بالنا بقوم لا يعتقدون في الآخرة بثوابها وعقابها.  حتما ستكون الدنيا في فساد دائم لا يتقطع.  ولربما نحن لم نكن لنصل إلى هذه الحياة وإذا وصلنا إليها ربما قتلنا اقرب الأقرباء.  نعم يا ساده من يتخيل الدنيا بغير الدين فلن يجد إلا ظلما وظلمات لن يجد شيئا يسر بالمرة . وإذا اعتبرنا كل ذلك كابوسا مرعبا فلنستفق على حقيقة الدين الذي أمدنا بكل هذا...